!I Will Give You Rest

وعد الله شعبه قديما أن يعطيهم راحه تفوق إدراك العقل وقد تضمن الوعد أيضا أن يهبهم السلام والأمان لنفوسهم ولقد دعا الله شعبه قديما لهذه الراحة المجيدة التي تعني حياه مليئة بالفرح والانتصار .خاليه من الخوف والشعور بالذنب ولكن في جميع الأجيال القديمة من شعب الله إلى وقت ميلاد المسيح لم نر أحد من شعب الله تمتع بهذا الوعد المبارك الذي أعطاه الله . والكتاب المقدس يوضح لنا أن السبب في ذلك هو عدم الإيمان وفي عبرانيين 19:3 نري أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان

وبسبب عدم الإيمان عاش شعب الله في شقاء وشكوك ومخاوف وقلق وفاتهم وعد الله بالراحة أثناء حكم الملوك وأثناء حكم القضاة وحتى في أيام داؤد الملك لم يحصل أحد علي تلك الراحة . بل وقد ر‘فضت في جميع الأجيال ولم يحصل عليها أحد ولم يفهمها أحد

لذلك عندما نقرأ الإصحاح الرابع من الرسالة إلى العبرانيين نجد أن هذه الحياة المجيدة هي متاحة حتى الآن وفي العدد التاسع من نفس الإصحاح إذا بقيت راحه لشعب الله ويرينا العدد السادس فإذ "بقي أن قوما يدخلونـها والذين بشروا أولا لم يدخلوا لسبب العصيان"

فلنخف انه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يرى أحد منكم انه قد خاب منه أن الكتاب المقدس يحذر المؤمنين في هذه الأيام إن القليلون جدا من المؤمنين يدخلون إلي هذه الراحة بينما نجد الكثيرون و قد تقاذفتهم أمواج و رياح الفلسفات المختلفة و الآلاف منهم يدعون انهم قد امتلأوا بالروح القدس ولكنهم لم يحصلوا على الراحة ولم يحصلوا على الأمان في المسيح والسلام الثابت علي الصخر و الذي لهم فقط في شخص المسيح هذا السلام الذي يملأهم فيقودهم وسط الرياح والعواصف و لكن بدلا من هذا نراهم مرة يفيضون بالفرح ويشهدون بشجاعة وصدق عن إيمانهم ومرة أخري منحنين و يائسين إذا صادفوا الفشل في أمر معين في حياتهم. إن هؤلاء الناس يعيشون معتمدين علي عواطفهم وهم يحكمون علي مدي أمانهم و ضمانهم في المسيح بمدي صلاحهم وأمانتهم في إطاعة كلمة الله ومدي الانتصار الذي يحققوه عندما يبتعدون عن الخطية وهذا ما يسبب رجوع الكثيرين من وراء الرب لأن إيمانهم قد بني فقط علي بعض العواطف بدلا من كلمة الله الحية فليس لهم الإيمان الحقيقي الراسخ ولم يفهموا جيدا معني صليب المسيح والانتصار الموهوب لهم فيه.

إني أسألك الآن هل رجعت من وراء الرب يوما ما ؟ هل فترت يوما محبتك له وامتنعت عن الذهاب إلي الكنيسة أردت أن تذهب في طرقك الشخصية ؟ دعني أقول لك لماذا حدث هذا لك : لقد رجعت من وراء الرب لأنك لم تفهم كيف أنك مقبول في المسيح وأن ثقتك ينبغي أن تكون في بره هو و ليس برك الذاتي.

لقد قال يسوع " تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال وأنا أريحكم احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيري هين و حملي خفيف " (متي 11 : 28 -30 ) فهو يقول ببساطة عندما تبدأ السير معي تعالي وخذ لنفسك راحة فإنه إن لم تكن لك هذه الراحة في المسيح والثقة في ما أعده لك لن يكون نير المسيح هين بالنسبة لك بل ستجد انك تصارع في الجسد محاولا إرضاء الله بلا جدوى.

يتحدث الرب يسوع هنا عن معرفة من هو وما قد أعده لنا في الصليب وهو يقول يجب أن تعلم ماذا اعددنه لك و حينما تصبح نفسك في راحة تستطيع أن تحمل نيري عليك ولذلك تعلم مني. ولكننا لا نريد هذا النوع من التدريب الإلهي إننا نريد الطرق السهلة الممهدة فنحن نشبه أطفال المدارس الذين يريدون البقاء في ساحات اللعب بدلا من الذهاب إلى فصولهم ليتعلموا وبالرغم من أننا مستعدون أن نقضي سنوات عديدة في إعداد وتدريب واستذكار لنصبح أطباء أو معلمين أو وزراء أو مهندسين ونحن نعلم أن أي مهنة تتطلب الكثير من المجهود والدراسة ولكن عندما نأتي إلى تبعية المسيح وخدمته فإننا نختار أن نسير وراءه فقط دون أي مجهود.

وربما تقول اليوم " إنني أقرأ الكتاب المقدس وأصلي قليلا كل يوم وإنني أحاول جاهدا أن أحسن نفسي". أيها الأخ الحبيب دعني أقول لك إنه لا يكفي فقط أن تحاول جاهدا أن تحسن نفسك وأن تقول إنني الآن احسن مما كنت في فترة مضت بل يجب عليك أن تتبع رؤية واضحة لما فعله يسوع لأجلك علي الصليب.

يجب أن تتفجر هذه الصرخة في داخلنا "أيها الرب يسوع لقد قالت كلمتك أنه يمكننا أن نعيش في سلام و راحة كاملة وإننا لا يجب أن نصارع بقوتنا الشخصية وأن نعيش في حالة دائمة من عدم الاستقرار تتقاذفنا أمواج الخوف والذنب لأنك قد أقمت لنا وعدا بالحياة في راحة من عندك ، ولكني لا أملك هذه الراحة وعلي العكس إنني في صراع دائم وليس لي سلام ثابت. يا رب أنى أريد راحتك إنني أشتهيها وأرغب في الحصول عليها بكل كياني فعلمني بروحك كيف أستطيع أن ادخل إلى راحتك ".

إنني أعلم طريقا واحدا للدخول إلى هذه الراحة و وإنه توجد حقيقة واحدة إذا فهمتها وأدركتها سوف تقودك إلي أمجد معاني السلام والأمان المتاحة لنا وهي قاعدة الحق التي يبني عليها الكثيرون وهذه الحقيقة هي عقيدة التبرير بالإيمان فلابد أن تعرف ماذا يعني أن نتبرر بالإيمان بعمل المسيح ولكن مع الأسف الكثيرون من المؤمنين يرفضون الاستماع عند ذكر كلمة عقيدة و يقولون نحن لا نريد هذه الأشياء العميقة الثقيلة فقط حدثني عن يسوع وهم في الحقيقة لا يريدون أن يقضوا وقتا في الدراسة و التعمق فيما عمله المسيح لأجلنا علي الصليب.

كثيرا ما نركز علي آلام المسيح علي الصليب والجلدات والمسامير و إكليل الشوك بدون أن ندرك حقيقة الصليب و قوته وأنا أؤمن أن في الصليب نرى ما فعل يسوع من أجل الجنس البشري كله و دعوني أوضح موضوع التبرير بالإيمان للذين يريدون أن يتعلموا من المسيح و يفهموا عمله العجيب علي صليب الجلجثة.

في التبرير بصليب المسيح نجد شيئين:

أولا لنا غفران لكل خطايانا فعندما ذهب يسوع إلى الصليب منحنا دمه غفران لكل ذنوبنا و آثامنا.
ثانيا صرنا مقبولين لدي الله لأننا متبررين في المسيح بالإيمان وهذا يعني أن الله يقبلنا ليس بسبب أعمالنا الصالحة ولكن بسبب ما عمله يسوع وحده علي الصليب.
" من سيشتكي علي مختاري الله. الله هو الذي يبرر" (رومية 8 :33 )

و لكن توجد قوتان يتهماننا أولهما الشيطان الذي يدعوه الكتاب المقدس المشتكي في( رؤيا 10:12). فهو الآن بينما تقرأ أنت هذه الرسالة يقف أمام الأب السماوي و يشتكي عليك بسبب كل خطية ترتكبها و يحضر للأب قائمة بكل نقائصك بالقول و الفعل و يطلب من الله قائلا " إن كنت أنت قدوس فإنك ستفعل شيئا تجاه هذا وإذا كنت اله عادل فإنك ستدين هذا الشخص علي هذه الخطية و ترسله إلى نفس الجحيم الذي أعددته لي بسبب كبريائي ويناقش الشيطان الله ويقدم حججا قوية ضدك أمام الله لأنك فعلا أذنبت

و القوة الثانية التي تبكتنا هي الضمير الشخصي كما في ( رومية2 : 15 ) " شاهدا أيضا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة"

عندما تقف أمام الله منكس الرأس بسبب معرفتك أنك مذنب وقد أمسكت في ذات فعل الخطية وضميرك يؤنبك لأجل ذلك. و الله يري أننا قد أذنبنا أمامه فتبريرنا أمامه لا يعني أننا لم نكن مذنبين بل إنه يسامحنا لأجل الصليب. يسامح من كسروا الوصايا ويمحوا خطاياهم بنعمته و رحمته

" أنا أنا هو الماحي ذنوبك من أجل نفسي و خطياك لا أذكرها " ( أشعياء 43 : 25 )

"و تطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم " ( ميخا 7 : 19)

إن الله يغفر خطيانا لأجل دم المسيح و نحن لا نستحق هذا الغفران علي الإطلاق فنحن كنا مستحقين أن نذهب إلى الجحيم للدينونة و العقاب الأبدي ولكن يسوع أخذ خطايانا علي نفسه علي الصليب وأعطانا غفرانا كاملا. تخيل نفسك الآن تقف أمامه بدون عذر والشيطان ممثل الاتهام الذي يقرأ قائمة ذنوبك و خطياك ذاكرا إياها بكل تفصيلاتها المخجلة و هو يتهمك بالكبرياء و عدم الصلاة و الطمع وعدم الإيمان وحين تسمع هذا تنخس في قلبك لأنك تعلم تماما أنك فعلت تماما أنك فعلت كل هذا ويظهر الموقف كأنه لا يوجد لك أمل فأنك تعلم أن الله قدوس وعيناه أطهر من أن تنظرا تخيل نفسك الآن تقف أمامه بدون عذر والشيطان ممثل الاتهام الذي يقرأ قائمة ذنوبك و خطياك ذاكرا إياها بكل تفصيلاتها المخجلة و هو يتهمك بالكبرياء و عدم الصلاة و الطمع وعدم الإيمان وحين تسمع هذا تنخس في قلبك لأنك تعلم تماما أنك فعلت تماما أنك فعلت كل هذا ويظهر الموقف كأنه لا يوجد لك أمل فأنك تعلم أن الله قدوس وعيناه أطهر من أن تنظرا الشر وعدله يتطلب أنك تدفع ثمن ذنوبك التي ارتكبتها وتشعر بخيبة الأمل.

و فجأة يظهر المحامي عنك وتجده يمد لك المثقوبة من أثر المسمار وفي هذا الوقت تعلم أن شيئا ما لابد أن يحدث فتجده يبتسم في وجهك ويهمس قائلا " لا تخف لن يقف ضدك أي من هذه الاتهامات وسوف تخرج من قاعة المحكمة حرا طليقا و نائلا غفرانا كاملا و حينما أكمل أنا عملي لن يكون للمشتكي عليك أي تهمة يوجهها ضدك والأفضل من هذا أن محاميك يخبرك أنه قد تبناك وهو يترافع في قضيتك بصفته أخيك الأكبر وأنك الآن انتميت إلى عائلة القاضي ولكن تظل مسألة العدل قائمة: ماذا عن الاتهامات الموجهة لك وتستمع إلي محاميك وهو يترافع عنك قائلا: " أيها القاضي أنت تعلم أنني حفظت الناموس و عشت حياة خالية من الخطية ولقد أخذت مكان هذا الشخص آخذا العقاب عن كل ذنوبه لقد سال دمي من هذه اليد المثقوبة وهذا الجنب المطعون لكي يمحو كل آثامه. وكل ما سمعته من اتهامات موجهة إليه قد حملتها أنا عنه.

ويقول للشيطان: وأنت أيها الشيطان لا يوجد أي أساس لاتهامك لأبني فكل خطاياه حملتها أنا وقد غفرتها بأكملها وهو الآن برئ لأن إيمانه بالانتصار الذي منحته له بذبيحة نفسي يعطيه غفرانا كاملا لكل ذنوبه فليس لك شكوى علية وبينما ينسحب الشيطان من ساحة المحكمة تستمع إلى صوت الرب ينادي قائلا " من سيشتكي علي مختاري الله. الله هو الذي يبرر " رومية 8 : 33

يعطينا الرسول بولس قائمة بالأشرار الذين لن يرثوا ملكوت الله :

"أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله. لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" ( كورنثوس 6 : 9-10 )

ويضيف الرسول بولس في العدد الحادي عشر قائلا:

" وهكذا كان أناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع و بروح إلهنا "

كيف خلص هؤلاء الناس من هذه الخطايا الرهيبة وكيف صاروا أبرارا أمام الله ؟ ماذا حدث لهم حتى أنهم ليسوا بعد أشرارا بل مقبولين عند الله.

أولا إن الله لا يحابي بالوجوه وليس عنده فرق بين ملك أو ملكة أو رئيس أو وزير فهو لا يبهره مطلقا سلطان الناس.

ثانيا الله لا تبهره أعمالنا الصالحة وكل ما فينا من خير وصلواتنا المطولة والصوم والعطايا كل هذه الأشياء لا تجعلنا أبرارا أو مقبولين لدي الله .

ولكن القليل من المؤمنين هم الذين يؤمنون بهذا فمثلا عندما نبدأ أن نثق في المسيح أنه قد غفر خطايانا نحن نؤمن أننا مقبولين عند الله وأننا نستطيع أن نطرح كل خوفنا وشعورنا بالذنب ونقول " لقد خلصنا بالأيمان وحده في يسوع لأجلي علي الصليب " ولكن بينما نتقدم في سيرنا مع يسوع نجد أننا نسقط في عدم الطاعة ونستسلم للخطية وننسي ما عمله المسيح لأجلنا على الصليب فلقد حاولنا أن نحفظ أنفسنا أبرارا وأن نحصل على رحمة الله بمجهودنا الشخصي ولكننا نجد أنفسنا كثيرا نخطئ ثم نعترف بخطايانا ثم نعود نخطئ ثانيا ونستمر على هذا المنوال.

ونحن نعتقد أننا عندما نخطئ إلى الله فعلينا أن نهدئه فنبكي نهرا من الدموع ونعده " لن أفعل هذا مره أخرى يا رب " و نرنم الترنيمة القديمة القائلة " سامحني يا رب وجربى مرة أخري " ونتصرف كأن محاولاتنا الجاهدة حسب الجسد سوف تخلصنا ونعتقد أنه إن أمكن لنا التحكم جيدا في هذا الجسد فإننا سوف نرضي الله ولهذا فإننا نستمر في العمل على أن نحول إنساننا العتيق إلى إنسان مؤمن يعيش حياة الانتصار ولكننا لا نستطيع أن نفعل هذا.

فعندما ذهب يسوع للصليب قد صلب إنساننا العتيق وهذا الإنسان العتيق الذي صلب لا يراه الله الآن فينا بل هو يري إنساننا أخر يحيا فينا هو ابنه الحبيب الرب يسوع فعندما أكمل يسوع عمله علي الأرض وصعد للسماء ليجلس عن يمين الله قال الأب من الأن وصاعدا إنني أعرف شخصا واحدا وهو البار الوحيد وكل من يأتي الي يجب أن يأتي من خلاله وكل من يقبله سيصير بارا فيه وحده فنحن نجد قبولا عند الله الأب فقط بإيماننا في المسيح وعمله من أجلنا.

هل تري الآن أهمية ثباتك في المسيح والإسراع إليه عندما تخطئ لابد أن تتعلم كيف تركض نحوه صارخا يا يسوع لقد أخطأت ومهما فعلت الآن لن أستطيع تصحيح ما فعلت وأنا الأب لن يقبلني إلا إذا أتيت إليه من خلالك وحجتي الوحيدة الآن هي دمك يا يسوع

دعني أقول لك إنه يوجد نوع واحد من البر وهو بر المسيح أما ما نحققه من انتصار ذاتي بسبب مقاومتنا الشخصية للخطية ولأعمال الجسد فهو حالة مؤقتة سرعان ما تزول عنا ونخطئ ثانية.

يقول الرسول بولس في ( رومية 10 : 3 )

" لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله و يطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله "

إن هؤلاء الناس لم يكفوا عن محاولاتهم الشخصية لإرضاء الله فالطريقة الوحيدة لإرضاء الله وللدخول إلى نعمته هي أن نعترف بهذه الحقيقة " إنه لا يوجد أي شئ في أجسادنا ولا في أعمالنا الصالحة يمكنه أن يجلب لنا الخلاص ولا يمكننا أن نصبح أبرارا من خلال أي شئ أعمله بقدرتي الشخصية فبري هو في المسيح وحده ويقول الرسول بولس عن عطية البر:

" لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالأولي كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح" ( رومية 5 : 17 )

" لأنه جعل الذي لم يعرف خطية ، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" ( 2 كورنثوس 5 : 21 )

"ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا و قداسة و فداء حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب " ( 1 كورنثوس 1 : 30 -31 )

إن الشخص الوحيد الذي لنا أن نفتخر فيه هو يسوع وعمله لأجلنا على الصليب.

لقد تنبأ أرميا عن انتصار الصليب معلنا :

" في تلك الأيام يخلص يهوذا وتسكن أورشليم آمنة وهذا ما تتسمى به الرب برنا " ( أرميا 33 : 16 )

لقد تنبأ أرميا عن أيامنا الحاضرة وعن جماعة المؤمنين الذين سيعيشون في أمان و تحدث في عدد 15 من نفس الاصحاح عن غصن البر الذي يجري عدلا وبرا والذي نعلم نحن أن خلال ذبيحته سوف يخلص كثيرين ويقولون " الرب برنا ".

يا أحبائي إن التبرير بالإيمان هو شيئا يدعونا أن نتواضع أمام الله وندرك أنه ليس بأعمالنا بل بقدرة المسيح الكاملة نستطيع أن نطيع الله ولكن عندما أعلن الرسول بولس هذه الحقيقة للكنيسة قام أناس قائلين " إذن إن كنت أنا قد حصلت على غفران لخطاياي بنعمة المسيح دعني أخطئ أكثر لكي يمنحني المسيح نعمة أكثر " ولكن الرسول بولس وجه لهم سؤالا"

" فماذا نقول أنبقى في الخطية لتكثر النعمة " ( رومية 6 : 1 ) وكانت إجابته "حاشا" فهؤلاء الأشخاص لم يدركوا الإنجيل لأنه بالصليب أصبح كل ما يتعلق بالإنسان العتيق وأعمال الجسد منتهي تماما.

أنا أؤمن أن الرسول بولس أراد أن يقول " لماذا يعود أي مؤمن - بعد أن تحرر من إنسانه العتيق – إلى حياة الخطية ؟ وإذا كان الله يريد أن يعطيك الأمان والسلام في شخصه ليأخذ كل ذنوبك و دينونتك فلماذا تعود للوراء والآن بسبب عمل المسيح على الصليب يمكنك أن تخدم الله و تطيعه و تجد فرحك فيه و تكون طاعتك و خدمتك له نابعة من حبك له. والآن تسألني هل يمكن ببساطة الأيمان أن نقبل بر المسيح ؟ نعم بالتأكيد فهذا هو معنى الحياة المسيحية أن تستريح بالإيمان في ما عمله المسيح لأجلك فإن إنساننا العتيق قد مات والإنسان الجديد الآن هو يسوع الذي يحيا فينا وعندما نضع ثقتنا فيه فالله يقبلنا و يحسبنا أبرارا في استحقاق ابنه ولذلك عندما نخطئ أو نسقط ينبغي أن نجري سريعا نحو المحامي عنا و شفيعنا ونعترف له بسقطاتنا و خطايانا و نستريح في بره.

ربما تسأل: أليس للأعمال الصالحة دور في هذا الموضوع ؟ دعني أقول لك إن الأعمال الصالحة لن تستطيع أن تخلصك أو تبررك أو تجعلك مقبولا لدى الله لأن الشيء الوحيد الذي يبررك هو إيمانك بعمل المسيح لأجلك على الصليب. وماذا فعل يسوع لأجلك ؟ لقد خلصك وأخذ خطيتك و قبلك ضمن أحباء الله فالآب السماوي يراك الآن فقط من خلال المسيح وهذا ما يجعلنا نأتي إلى مخلصنا كل مرة نخطئ فيها أو نسقط فدمه الذي طهرنا وخلصنا في المرة الأولى التي أتينا فيها إليه هو نفس الدم الذي سوف يظل يغسلنا من كل خطايانا في كل مرة نأتي فيها إليه ولكن مع هذا الضمان الموجود لنا فيه توجد علينا مسؤولية كبيرة وهي أن أعمال¤ا تكون معمولة بقوة الروح وليس قدرتنا نحن " لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون " ( رومية 8 : 13).

والطريقة الوحيدة التي بها نحارب الجسد هي بقوة الروح القدس فهو وحده يهبنا القوة لكي نتحرر " ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" ( 1 كورنثوس 10 : 13).

فإذا خضعت للروح القدس فسوف يسير بك خلال المعركة فهو سيسلحك بكل الحكمة والقوة و السلطان وكل ما تحتاج لتحارب الخطية وعندما تدرك ما أتمه يسوع لأجلك على الصليب سوف تكره الخطية و تبدأ في طاعة الله والصلاة له والاشتياق إليه بكل فرح لأنه قد ثبتك على صخرة نعمته ولهذا يمكنك القول من سيشتكي علي الآن فالمسيح هو الذي يبررني سأستريح فيه فهو بري.

أحبائي صلوا هذه الصلاة لكي يعلن الله هذه حقيقة هذا التعليم لروحك " يا روح الله تعال و افتح قلبي و عقلي فإني أريد أن أفهم هذا الحق الإلهي وأن لا ارتعب عندما يأتي عدوي أمامي وان لا يتقاذفني الخوف أو الذنب أو التأنيب بل تساعدني أن أقف ثابتا تحت صليب فادي الذي يمنحني كل الراحة ".

"و إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الأب يسوع المسيح البار" ( 1 يوحنا 2 : 1 ) إنه يوجد لك محامي و شفيع عند الله فأسرع إليه و دعه يترافع في قضيتك و ادخل إلى راحته بالإيمان في عمله الرائع بدلا عنك. آمين

Arabic